ليست راقصة بالية مقلوبة بل إنها واحدة من أعجب النباتات على وجه الأرض ، أغرب وأكبر زهرة فى العالم ، زهرة غريبة من نوعها ليست كباقى الزهور التى تتميز بالروائح العطرة الجذابة فهى على العكس تشتهر بقدرتها الفريدة على إنتاج رائحة كريهة جدا تشبه اللحم العفن على الرغم من مظهرها الجذاب ورغم ذلك تبقى من عجائب الطبيعة التى تأسر الأنظار وتثير الفضول .
هذه الزهرة العملاقة تعيش من 30 إلى 40 سنة لكنها لا تزهر إلا نادرا حيث يحدث ذلك فى المتوسط كل 7 إلى 10 سنوات مما يجعل لحظة إزهارها حدث إستثنائى لا يتكرر كثيراً .
زهرة الجثة Titan arum
زهرة الجثة نوع نباتي يتبع الفصيلة القلقاسية وينتج زهرة جميلة المنظر ضخمة جدا حيث تعتبر أضخم زهرة في العالم حيث يصل طولها إلى أكثر من 3 أمتار (10 أقدام تقريبا) ومع هذا فرائحتها كريهة جدا يشبهها الكثير برائحة اللحم الفاسد لذلك سميت بزهرة الجثة.
تنمو هذه الزهرة في غابات سومطرة وهي لا تلجأ إلى ما تفعله الزهور الأخرى التي تخرج رائحة حلوة لجذب الفراشات والنحل لتلقيحها فزهرة الجثة يقوم بتلقيحها الذباب والخنافس التي تضع بيضها في اللحم الفاسد لذلك فهي تخرج هذه الرائحة التي تجذب هذه الحشرات.
تم إكتشافها في العام 1878 على يد العالم إدواردو بكاري، يقول علماء النبات إن سر إرتفاع هذه الزهرة هو أنها مثل المدخنة تخرج هذه الرائحة الكريهة لتصل إلى أبعد مسافة ممكنة وتجذب أكبر قدر من الذباب لتتم عملية التلقيح بكفاءة شديدة.
تنمو زهرة تيتان أروم في بعض الحدائق النباتية في العالم وتعتبر عملية إزهارها حدثاً عالمياً نادراً إذ تزهر مرة كل مئة عام ليومين فقط ثم يبدأ مشوار الإنتظار التالي لقرن آخر من الزمن ، ونظراً لقصر مدة إزهارها فقد راقب مركز الأبحاث النباتية التجريبية في جامعة كورنيل عملية إزهارها بالكاميرات كما أتاح لمستخدمي الإنترنت فرصة نادرة لمشاهدتها على مدار الساعة خلال هذين اليومين الفريدين من نوعهما.
ينمو هذا النبات في موطنه الأصلي جزيرة سومطرة الإندونيسية، ويعتبر من النباتات المهددة بالإنقراض ، وعلى الرغم من الرائحة الكريهة التي تشتهر بها هذه الزهرة، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في عملية التلقيح حيث تجذب الحشرات التي تتغذى على الجيف مثل الذباب والخنافس.
بحسب تقرير نشرته “بي بي سي” أنه شهدت “حدائق إدنبرة النباتية الملكية” في إنجلترا حدثًا نادرًا هذا العام حيث تفتحت زهرة “تيتان أروم” للمرة الخامسة وإستقطب هذا الحدث أكثر من 2500 زائر توافدوا لرؤية الزهرة الضخمة التي بلغ طولها 2.6 متر (8.7 قدم) وإستنشاق رائحتها الفريدة.
أطلق على هذا النبات اسم “نيو ريكي” تيمناً بالإسم القديم لمدينة إدنبرة ويعرف علميا بإسم ” أمورفوفالوس تيتانيوم “.
أوضح الدكتور أكسل دالبيرغ بولسن خبير النباتات الإستوائية في الحدائق أن الرائحة التي تنبعث من زهرة “تيتان أروم” تشبه رائحة السمك المتعفن أو شاطئ مليء بالأعشاب البحرية المتحللة وأضاف أن الرائحة تكون قوية جدًا لدرجة أنها قد تلتصق بالملابس وتظل موجودة لأيام بعد التعرض لها ، ويكمن الغرض من هذه الرائحة الكريهة في جذب الحشرات التي تساعد في عملية التلقيح مثل الذباب والخنافس التي تنجذب عادة إلى الروائح المنبعثة من اللحم الفاسد.
تعتمد هذه الزهرة على الحشرات الجاذبة للروائح الكريهة للتلقيح بدلاً من الإعتماد على النحل والفراشات كما تفعل العديد من النباتات الأخرى.

ويعتقد علماء النبات أن طول الزهرة الشاهق يعمل كمثل المدخنة التي تطلق الروائح الكريهة إلى أبعد مدى مما يساعد في جذب أكبر عدد ممكن من الحشرات لتحقيق عملية التلقيح بكفاءة عالية.
بالإضافة إلى جمالها الفريد تبرز أهمية زهرة “تيتان أروم” في الأبحاث العلمية المتعلقة بالتلقيح النباتي وتكيف النباتات مع بيئاتها كما تعد دراسة هذه الزهرة فرصة لفهم أفضل للآليات التي تعتمدها النباتات المهددة بالإنقراض للبقاء والتكاثر في بيئاتها الطبيعية كما تساهم هذه الدراسات في تعزيز جهود الحفاظ على هذه النباتات الفريدة وضمان بقائها للأجيال القادمة.
إقرأ أيضا :
- الزراعة بدون تربة إبتكار فريد لباحث عربي
- إكتشاف صخور حية غامضة قادرة على النمو والحركة
- الأسمنت المضئ من إبتكار 4 طالبات مصريات
- المصباح المئوي الذي يضئ منذ مائة عام
- أصغر كاميرا في العالم بحجم حبة الرمل
- 10 من أهم الإكتشافات المهمة التي تم الوصول إليها بالصدفة